أنا أكره المياه، وكل ما له علاقة بالماء، بما في ذلك القوارب والعَبَّارات. لا أستطيع السباحة، ولن أتعلم ذلك. وقد أخبرني صاحبي بأنني ينبغي أن أستقلَّ العَبَّارة للوصول إلى وسط المدينة! وتخيلت أني لن أبرح شقتي؛ أنا لن أستقلَّ العَبَّارة أبدًا.
إلا أنه تَبيَّن لي أنني سوف أستقلُّ العَبَّارة في الدقائق القادمة...! بعد أن وضعت أغراضي في الشقة الجديدة، ذهبت مع زميل لي إلى منزله، ومررت بوسط المدينة للتسوق ولتذوُّق سحر المدينة. كان الجو مُكهرَبًا؛ كان كل شيء مفتوحًا، وكان الناس يتجولون في حالة سكر وعربدة، كانت الأجواء مثيرة وساحقة في نفس الوقت.
بعدما أخذ الجهد مني مأخذَه بسبب السفر وتعوُّدي منطقةَ إقامتي الجديدة، عدت إلى مدينتي بالعَبَّارة، لأدرك أني لا أستطيع أن أتذكر الشارع الذي يوجد به المنزل! لا أستطيع استدعاء أي شخص للحصول على مساعدة، ولكن أذكر أرائك للجلوس تقابل الشقة، وعلبة من سُمِّ الفئران موضوعة على دَرَج العمارة. هذه هي المعالم المتوفرة التي يمكن أن تساعدني لأجد طريق العودة إلى بيتي!
أدركت لأول مرة في هذا اليوم، أن القمامة أكثر من مكان لمجرَّد التخلص من بقايا شيء كان يومًا ما هامَّا، أو شيء يخدم الغرض مرة واحدة. ولكن ليس من الآن فصاعدًا؛ القمامة تقدِّم معالم خفيَّة، والمعالم ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى أولئك الذين لا يعرفون القراءة. معالم لمساعدتك لأول وهلة للإبحار في المياه غير الصالحة للملاحة.
عبور قنوات المياه
في منتصف المساء يوم الثالث من يوليو/تموز، استقللت الطائرة من كوبنهاجن إلى أمستردام. استقبلني أحد عمال «ميدياماتيك» في محطة القطار وأخذني إلى شقة حيث سأقيم. وبما أن أمستردام هي بندقية الشمال، فإن القنوات والأنهار تجتاز المدينة. وللوصول إلى المنطقة الشمالية من المدينة كان علينا أن نستقلَّ العَبَّارة.
