طلب أسامة من الصبي عدم لعب الكرة على مقربة من الأكل لما يمثله ذلك من خطورة، وكرر طلبه بالعربية والإنجليزية والألمانية، ولكن يبدو أن الصبي لا يفهم، أو لا يريد أن يفهم. بدأ الصبي في الضحك حينما رأى الحيرة تبدو على مُحَيَّا أسامة، وعندما أصاب أسامة الإحباط بشكل متزايد، واشتد احمرار وجهه، قرر الصبي المضي قُدُمًا في قذف الكرة باتجاه رأسه. من وقت إلى آخر كانت الكرة تتدحرج إلى الشارع أو إلى شجرة، فيردها أسامة إلى الصبي تقوده الرغبة الفطرية في حماية الطفل أو يقوده الوازع الأخلاقي، وكان الصبي يُلقِي مجدَّدًا بالكرة في اتجاه رأس أسامة.
إذا حاولت التحدث في بلد أجنبي، ففي كثير من الأحيان يجب أن تتعامل مع الإحباط، والمرح، والمجاملة، والشعور بأنك تتعرض للقصف.